الأربعاء، 7 مايو 2008

وطي صوتك‏..‏ أنت في مارينا‏..

كتب: يوسف معاطي
حاضر‏..‏ خلاص‏..‏ فلقتوني‏..‏ و‏..‏ ذهبنا الي مارينا‏..‏ ولأنني لست مارينيا اصيلا كنت مضطرا الي التنكر في هيئة مارينية حتي لا أكسف المدام والاولاد أمام المارينز أعني المارينيين‏..‏ ارتديت شورت بلو بتلتميت جنيه‏(‏ والنعمة الشريفة‏)‏ علي تي شيرت روز‏..‏ مع شبشب ستايل ونضارة‏..‏ وكاسكيتة‏..‏

باختصار الطقم الذي ارتديته هذا كلفني ما يوازي بالضبط راتبي في الاهرام عن كتابة مقالات لمدة سنة ونص‏..‏ كان الشاطيء الذي قبلني علي مضض شاطئا خاصا يقف علي بابه بودي جاردات يتأملون الداخلين‏..‏ ودخلت المدام بكل ألاطة‏..‏ وخلفها ابنتنا‏..‏ والاصدقاء‏..‏ وما ان جاء دوري أنا حتي وجدت يدا تنزل أمامي‏..‏ ويسألني صاحب الذراع القوية‏..‏ الباشا داخل لمين ؟‏!‏

يبدو ان شكلي برغم التنكر كان يبدو عليه البيئة برضه‏..‏ الراجل ده عبيط ولا ايه هو مش شايف الشورت‏,‏ ولم ينقذني من الموقف إلا البودي جارد الآخر الذي كان عنده خبر بي‏..‏ وقال لزميله سيب الباشا ده تبع شريف بيه‏..‏ وشريف بيه صديقي الذي عزمني هو ماريني قديم غارق في مارينيته يحب دائما ان يلم حوله صفوة المجتمع‏,‏ ويبدو أنه اعتبرني ولا اعرف لماذا اعتبرني واحدا من الصفوة فدعاني إلي الشاطيء الخاص‏..‏ وسمعت البودي جارد الذي منعني من الدخول يقول لزميله مندهشا‏..‏ ده يوسف معاطي‏!!‏ أنا معرفتوش‏..‏ يبدو أن تنكري الذي تصورت انه سينفعني هو الذي كان العقبة في دخولي‏..‏

والحقيقة‏..‏ الشورت ما كانش بتلتميت جنيه هو كان في حدود متين وخمسين‏!!‏ قالت لي المدام وهي سعيدة بالمكان كان بيقولك ايه البودي جارد‏,‏ قلت لها لا بس كان عاوز يتصور معايا انتي عارفة المعجبين ورذلتهم بأه‏..‏ نظرت نحوي بغيظ ثم قالت‏..‏ طلع الفانلة برة الشورت‏..‏ قلت لها‏..‏ بس عشان ماركة الشورت تبان‏..‏ ده انا دافع دم قلبي فيه‏..‏ جلسنا تحت الشمسية وانخرطنا بسهولة بين المارينيين حتي لو انك كنت معنا لم تكن تستطيع مهما أوتيت من قوة الملاحظة ان تفرق بيني وبينهم‏..‏

لا اريد أن أذكركم ان الشورت لوحده بمتين جنيه فهذه معلومة وصرتم تعرفونها جيدا‏..‏ كانت المايوهات البكيني تمر أمامنا‏..‏ كأسراب الحمام واحدة تلي الأخري في ايقاع متناغم وكأن جاد شويري هو اللي قال لهم يعملوا كده‏..‏ قالت زوجتنا‏(‏ وهي مارينية التوجه‏)‏ متأففة وهي تنظر حولها‏..‏ لأ‏..‏ الشاطيء ده لم خالص‏..‏ بأه بيئة قوي‏..‏ حدجتها بنظرة من طرف المبروكة‏(‏ عيني‏)‏ إذ لا أعرف لماذا شعرت انني المقصود بتلقيح الكلام ده‏..‏ واطمأن قلبي حينما وجدتها تنظر نحو بعضهم وقالت‏..‏ لبسهم رخيص قوي‏..‏

قلت لها‏..‏ هو فين لبسهم ده‏..‏ أنا مش شايف حد لابس اي حاجة‏..‏ قالت‏..‏ ما انا باتكلم عن المايوهات‏..‏ مر بائع الفريسكا‏..‏ وهتفت ابنتنا كالعادة‏..‏ عاوزة فريسكا‏..‏ وجاء الرجل من نفسه كده دون ان أدعوه واعطاها للبنت كأنه بابا نويل‏..‏ و‏..‏ لكن بابا الحقيقي الذي هو أنا يجب ان يدفع‏..‏ كام يابابا ؟‏!‏ ثلاثين جنيه‏..‏ قبل ان أهم بان افاصل الرجل الحرامي‏..‏ زغرت لي زوجتي وهمست في غيظ‏..‏ خللي بالك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ حاضر‏..‏ ومر بائع البطاطس‏..‏ وعهتفت ابنتنا‏..‏ عاوزة بطاطس‏..‏ وفي ثانية كان من نفسه كده يدس قرطاس البطاطس في يد البنت‏..‏ و‏..‏ عشرة جنيه‏..‏ ثم ساندوتشات سوسيس‏..‏ وخمسين جنيه‏..‏ هكذا‏..‏ ولا تأكل ابنتنا سوي قضمة صغيرة من كل حاجة ثم تنفلت بحركة مارينية اصيلة وتترك كل هذا او تجري علي البحر‏..‏ وأنا كان دوري أن آكل بقايا المفعوصة مش نعمة دي‏!!‏

فيه ناس مش لاقية العيش الحاف‏..‏ همست زوجتنا في اذني بحدة وطي صوتك‏..‏ أنت مش قاعد ع القهوة‏..‏ انت في مارينا‏..‏ وفجأة مرت أمامنا امرأة ومعها رجل ماريني‏..‏ قالت زوجتنا‏..‏ دي سوزي‏..‏ صاحبتي‏..‏ وما ان رأتها سوزي حتي عانقتها‏.‏ وأزيك‏..‏ وعامله أيه‏..‏ وكله كويس‏..‏ وانجوي بأه‏..‏ وموبايلات والحاجات دي‏..‏ ثم قدمت لنا الرجل الماريني‏..‏ الذي كان مرتديا شورت نسخة طبق الاصل من شورتي ابو مية وخمسين جنيه وقالت لنا اشرف جوزي‏.‏ ولما كانت سوزي في العام الماضي قد قدمت لنا رجلا آخر بنفس الصفة‏..‏

همست لزوجتي‏..‏ هي مش كانت متجوزة واحد تاني طلع امتي ده‏..‏ فنظرت نحوي بغيظ وقامت‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ جاءت ابنتنا تجري من البحر وخاطبتني بانجليزية سليمة متأثرة بالجو المحيط بها‏..‏ بابي آي ونت بي نت‏..‏ يعني عاوزة فول سوداني‏..‏ وردت عليها امها بانجليزية اغاظتني قليلا‏..‏ اوكيه دار لنج‏..‏ لاحظوا اني كل ده قافل بقي‏..‏ ثم فجأة مر بنا رجل ماريني ومعه امرأة رائعة‏..‏ وجاء نحوي وسلم بحرارة انت مش فاكرني‏..‏ أنا عصمت جوز سوزي‏..‏ اللي قابلتك السنة اللي فاتت اقدم لك هايدي مراتي‏..‏

همست لزوجتي‏..‏ هو عصمت وسوزي بيصيفوا هما الاثنين في مارينا وكل واحد معاه فردة جديدة‏..‏ صرخت زوجتي وقالت‏..‏ وبعدين‏..‏ انا قلت أيه‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ وأخيرا جاء الرجل بتاع البي نت اللي هوه السوداني ليأخذ حسابه‏..‏ كام ياعم‏..‏ قال أربعين جنيه‏..‏ صرخت فيه بأه ما انا كاتم في قلبي من الصبح شوية سوداني قد كف البت بأربعين جنيه ليه كيلو السوداني لما يضربه الدم يعمل كام ياعم الحاج‏!!‏

والتف حولنا المصطافون وأنا كأني ماسورة وانفتحت‏..‏ توترت زوجتي‏..‏ وأخذت تشدني من الشورت ابو اربعين جنيه ولما فاض بها الكيل‏..‏ صرخت‏..‏ قائلة‏..‏ فضحتنا‏..‏ اقعد بأه ـ وامسك لسانك ده‏..‏ أنت ايه‏..‏ هنا‏..‏ همست لها بحدة‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انتي في مارينا‏..‏ و‏..‏ عدنا
‏.

ليست هناك تعليقات: