تحقيق الطموح
للكاتب : محمد شاهين
الطموح:
يا لها من كلمه, اذا قعدت من هنا للسنه الجايه لن استطيع وصف هذه الكلمه و لو كتبت كتاب بحاله لن اقدر ان اعطيها حقها من الوصف.
الطموح هو المبني العالي الذي لا سقف له , تنظر الى قمته و تحاول جاهدا الوصول اليها لتصل فتجد ان القمه ما هي الا بدايه لمبني اعلى و اصعب الوصول لقمته و تستمر هكذا الى ما لا نهايه. شيء متعب و صعب بالفعل لكن في تحقيقه لذه و متعه لا توصف.
اتفقنا من الحلقه الماضيه ان لك حدود في الحركه و ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه , لكن طبعا كل واحد منا بيحلم بحاجه يكونها او يحصل عليها , الانسان الذي ليس له طموح هو انسان ميت و انت مش كده. من حقك تحلم بل وواجبك ناحيه نفسك انك تحلم و هاقولك على حاجه اغلب طموحك ممكن تحققه , ايوه ممكن , متبصش لنفسك و تقول انا فين و اللي انا عايزه فين. انصحك تنظر امامك لترى هدفك بوضوح لتتعرف عليه جيدا حتى يمكنك التوصل للاسترتيجيه السليمه لتحقيقه بالشكل العملي الذي يتناسب مع قدراتك الجسديه و العقليه. عايز تبقى رجل اعمال؟ و ماله....... شوف انت كويس في ايه و ادرسه كويس و ابرع فيه اكتر من اي حد. عايز تبقى عضو في مجلس الشعب؟ شوف سياده العضو احسن منك في ايه مش هتلاقي كتير لكن, هو حلم و طمح فعمل على قد امكانياته, و متفتكرش ان امكانياتك محدوده لو عرفت هو ضحى بايه عشان يحقق حلمه مش هاتقول كده.
رغم ذلك في بعض الاحلام احسنلها تفضل احلام و ذلك لانها غير مناسبه لك عمليا . على سبيل المثال لما يكون حلم حياتك تبقى طيار مقاتل و انت بتستخدم كرسي متحرك او نفسك تبقى شيف في فندق كبير و انت ما بتقدرش تحرك ايدك بشكل سليم يبقى الاحسن انك تستمتع بالحلم من وقت لاخر او تجيب لعبه طيران محاكاه عالكمبيوتر عشان ترضي شغفك و حبك للطيران. لكن ارجع اقولك لا تياس من حلمك الا عندما يكون هناك استحاله لتنفيذها تخرج عن اراده اي حد يعني اللي نفسه يبقى طيار اعتقد انه بالتدريب او بتجهيز ممكن يحقق حلمه لكن للاسف الجيش لا يقبل المعاقين (و الله هم الخسرانين)
طموحك واخدك لغايه فين؟
ايه اللي انت عايز تكونه بالظبط؟ عارف هتعمل ايه لما توصل لهدفك؟ فكرت قد ايه في هدفك ده؟ كل دي اساله لازم تسالها لنفسك قبل ما تبدا في العمل على تحقيق طموحك ساعتها هتقدر تبني خطواتك على بعض و تجرب و تفشل و تجرب و تفشل تاني لحد ما تلاقي اللي يوصلك لغايتك. كده يبقى فهمنا انا ليك منهج و ادوات لازم تستعملهم يعوضوا ما نقص من امكانياتك و صدقني لو اتبعت منهجك هتلاقي الابواب و الفرص بتتفتح امامك ...... بس السؤال الذي يطرح نفسه هنا, هل انت مستعد للخروج و ان تفتح صدرك للدنيا بحلوها و مرها؟ ولا مع كل صدمه او عقبه هترجع لجحرك النفسي اللي هو الاشفاق على الذات و تبكي مثل الاطفال؟
اول شيء و هو نقطه ضعف اي حد فينا , الحركه !!
اخبار الكرسي بتاعك ايه مريحك؟ لازم تعرف انك هتقعد بره البيت كتير و اذا كان كرسيك غير مريح فسيؤدي ذلك لعواقب صحيه وخيمه هاتمنعك في المستقبل السعي لتحقيق لطموحك. انتقاء الكرسي المناسب هو بالظبط كاختيار الملابس و الاحذيه فلا بد من توافر شروط في تصميمه لتضمن عدم الاضرار بمستخدمه و من خلال خبرتي الشخصيه و محاولاتي مع اطباء في الخارج عرفت بعض المعلومات الاساسيه:
-عند الجلوس على الكرسي قيس المسافه بين قاعدتك و الحاجز الايمن و الايسر للكرسي فاذا استطعت ان تضع اصبعين بينك و بين الحاجز فهو جيد و الحكايه دي مهمه جدا فاذا كانت قاعده الكرسي صغيره هاتسببلك في تقرحات و تضطرك تجلس بشكل غير صحي و ده بيعمل تشوهات في الجسم و العضلات
-لا بد ان لا ترتفع الاقدام كثيرا بحيث لا بد ان يكون ارتفاع الركبتين بنفس ارتفاع الحوض . و الحكايه دي عشان الدوره الدمويه لا تنقطع عن الاطراف فيحدث تنميل و مع مرور الوقت ضمور شديد.
-لازم يكون الكرسي بجوانب قابله للحركه و الفك لسهوله الانتقال منه و اليه و ده برضو بالنسبه للرجلين.
-وجود نوع من الوسائد تحتك طول الوقت حتى لا يحدث ضمور في اسفل الظهر و يمنع منعا باتا تفصيل الفرش من الجلد لانه لا يتنفس و يجمع العرق و بيرفع درجه حرار ه الجسم و مش قاعده ان في بلدنا الحبيبه ان الكراسي عشان جلد تبقى صحيه (على فكره العالم كله غير فرش الكراسي من جلد لقماش وتر بروف من 30 سنه) .
-وزن الكرسي لازم يكون خفيف , خليك فاكر ان في ناس هاتساعدك في شيل الكرسي ده فلازم تحطهم في اعتبارك ده غير ان كرسي اخف اسهل لك في الحركه (الكراسي الالمونيوم احسن نوع).
-اذا كنت تعاني من ضعف في اليدين فانت لازم تختار كرسي كهربائي خفيف الوزن هايفرق معاك كتير جدا و في حاجات مش هاتعرف تعملها من غيره اذا كان في مجال عمل او خلافه و لن تصدق كم الاستقلاليه التي سوف تحصل عليها بعد اقتناؤه.
كده اعتقد اني غطيت اهم النقط المتعلقه بانتقاء الكرسي المناسب و الباقي ممكن تعديله بشكل شخصي حسب الحاجه , بس احنا كده لسه في البدايه ! و دي اهم خطوه في التحضير و على فكره ماتستهونش بالتفاصيل الصغيره لانها ساعات بتتسبب في فشل ذريع . عشان كده بيقولك في المثل (تيجي على اهون سبب) و فعلا بتيجي على اهون سبب , في الحرب العالميه الثانيه خسر هتلر الحرب لانه نسي يقول لجنوده ياخدوا معاهم اللبس الشتوي لما كانوا محاصرين روسيا و كانت النتيجه ان الشتا جه و حوصر جيش هتلر و ماقدرش يوصل امدادات شتويه للجنود فمات معظمهم من البرد و هزمت المانيا و انهار الرايخ التالت بحاله . فساعات الانتباه للتفاصيل ممكن يعني الفرق بين النجاح و الفشل.
لازم تأمن وسيله لمواصلاتك خارج البيت تكون خاصه بيك و تحت امرك في اي وقت , يعني مش مهم اذا كان والدك و اخوك و اصحابك عندهم عربيات لانهم هيخدموك يعنيهم معظم الوقت لكن سيمر عليك اوقات تحس انك وحيد في الدنيا بحالها لما متلاقيش حد منهم موجود او فاضيلك عشان يوصلك مشوار لازم تروحله دلوقت و في نفس الوقت لو مرحتش هيتسبب في فشل اوضياع فرصه ما و تقف عجله الكفاح اللي انت بتدورها بجهد و صبر بسبب شيء سهل تخطيه بالتخطيط المسبق. التحرك من مكان لمكان ممكن يبقى صعب جدا و يسبب احباط لمعظم الناس و خاصه اذا كنت تعيش في مدينه كبيره مثل القاهره و لا تقدر ان تركب المواصلات العامه . و لا مش بس كده , و اذا كانت حكومتك تحرمك من حق اقتناء السيارات الخاصه ذات السعر المخفض ببساطه لان اعاقتك اشد من المسموح به للقياده؟ و كان المشرعون لا يفقهون شيء عن رخصه تسمى برخصه سائق (يعني اي حد معاه رخصه صالحه ممكن يسوق لك عربيتك بشرط ان تكون جالس بها و معك رخصه السائق) و كان الرخصه دي معموله فقط لاصحاب السيارات الفارهه و يتمتعون بالكسل الكافي الذي يمكنهم من تعيين سائق يسوق له عربيته, او كانه من الافضل للجميع ان نرى سياراتنا المخفضه السعر تباع بالسوق السوده للاصحاء و بسعر مخفض ايضا!! على اي حال سيبك من الكلام في السياسه لانه زي ما الحاجه بتقول , لا بيودي ولا بيجيب و مش هتقعد تتحسر ولا تنتظر ان يحس احد بأدميتك فلا بد ان تفعل شيئا, لا تكن خجولا ان توقف سيارات الاجره و تطلب ارقام سائقي الاجره فمنهم النزيه من يريد العمل فعلا و سيفعل ذلك بمقابل مادي و معنوي ايضا الا و هو صحبه انسان يستحق ان يوجد وسط مجتمع اعطاه الكثير الشفقه و ليس الكثير من الفرص العمليه. بخطوك خطوه زي دي انت عملت يمكن اصعب حاجه بتقابل معاق و كسبت اختيارت عديده لانه عندما تاتيك فرضه حقيقيه للعمل ممكن تتفق مع سائق بمقابل شهري و ممكن المبلغ ما يبقاش كتير لو لقيت حد ساكن قريب منك, لكن محدش هايجيبلك ارقام ناس , لازم انت اللي تنزل و تسال و تاخد الخبره و لو خايف تنزل لوحدك انزل مع صديق مره و بعد كده انزل لصديق مره اخرى ستجد ان خوفك بيتلاشى تدريجيا.
كده انت خرجت من البيت, خد بالك احنا اتفقنا ان الحريه ليها مخاطر ايضا لا بد من الحيطه لها: يعني عامل حسابك رايح فين بالظبط و هتعمل ايه؟ هل هناك من يستقبلك و يساعدك في المكان اللي انت رايح له؟ هتقعد قد ايه خارج البيت قبل ما تخطط لرجوعك تاني؟ عملت حسابك في احتياجاتك الشخصيه خارج البيت؟ كل دي اساله لازم تبقى عارف اجابتها قبل النزول من البيت و اقولك على حاجه, مش لازم تنجح من اول محاوله ولا حتى من اول خمس محاولات لكن القاعده انك لو التزمت باي شيء مده كافيه فنجاحك في هذا الشيء امر محتوم اجلا او عاجلا و انت لست باي حال من الاحوال شاذ عن هذه القاعده, اهم حاجه تتعلم من تجاربك الناجحه قبل الفاشله و ادي نفسك تقييم من 1 – 10 على كل حاجه تضمنتها التجربه يعني مثلا حققت هدف الخروجه بنسبه كام؟ كانت مواصلاتك مريحه بنسبه كام؟ الناس اللي كانوا معاك حسوا بوجودك بنسبه كام؟
و الى اللقاء مع عائق اخر لنقهره سويا باذن الله
و اشكر من كل قلبي من تفاعل مع مقالاتي و احب اقولكم انت تجاربكم اضافت لي و لاخوتكم الكثير كما تشرفت بمعرفتكم جميعا.
محمد شاهين
اذا كان عندك اي استفسار او تود ان اطرح قضيه معينه تهمك اترك تعليق في مدونتي
او يسعدني ان تراسلني على ايميلي الخاص:
