الاثنين، 7 ديسمبر 2009

الاعتماد على النفس وعلاقتك بمن حولك

الاعتماد على النفس وعلاقتك بمن حولك


للكاتب: محمد شاهين
العلاقات الانسانيه شيء معقد, اصحاب بيجيو اصحاب بيروحوا ساعات بسبب او من غير سبب , طبعا محدش فينا يقدر يعيش من غير اصدقاء و الا كانت تبقى حياه فاتره ملهاش طعم, لما تروح للدكتور عايز تاخد صحابك , لما تنزل تشتري هدوم عايز تاخد صحابك معاك,مش بس لانك محتاج مساعدتهم ..الاهم من كده اننا دايما محتاجين حد نشارك معاه تجاربنا او بالاخص ذكرياتنا , اذا الصداقه هي علاقه تكافليه بكل ما تحمله الكلمه من معني سواء مادي او معنوي و اقصد بكلمه تكافليه ان اصدقاءك محتاجينك زي منتا محتاجهم.
و الصداقه بشكل عام درجات, بمعنى ادق في صاحب مسموح له يزورك في اي وقت مثلا بدون اتصال و هناك صاحب بتثق فيه يساعدك في حاجات مش هاتطلبها من حد تاني و الامثله كثيره .
طبعا بما اننا اتفقنا ان ذوي الاعاقه دائما اشخاص محبوبين من الجميع و دايما الناس تعرض عليك المساعده حتى لو كنت مش محتاجها و دي راجعه لطيبه شعبنا و نقاء قلبه ,انا كتير يقفلي ناس ماعرفمش مثلا لما يلاقوني بافتح الباب عايزين يساعدوني مثلا فما بالك بصديق بيحبك اتكيد هايعرض عليك مساعده في ادق التفاصيل و طبعا بما انك شخص بتقدر كل اللي بيساعدك ما بتحرجهوش مع ان الحاجه دي بتكون بتعرف تعملها كويس كمان..
بس خلي بالك الموضوع ده ليه اضرار على المدى البعيد بعلاقتك باصدقائك و معارفك, اقولك ازاي.. فلنفترض مثلا انك متعود تشتري البقاله بنفسك و اكيد الموضوع ليه علاقه باحساسك بالحريه و انت اتمرنت و تعبت كتير عشان تعرف تعمل كده لوحدك لانك عايز تعتمد على نفسك , و جه واحد تعرفه راح معاك مره فليكن جار او صديق , طبعا هايعرض عليك يحاسب هو بفلوسك لان المحل عالي و يشيلك الطلبات لحد البيت و انت طبعا ممتن لمساعدته و بتشكره و كده و ده الطبيعي ,كده خلاص الشخص ده اتعود و بقى حق عليه انه لو شاف كتاني في الشارع لازم يعمل معاك نفس الواجب لان من وجهه نظره انت محتاجله , شيء جميل ووردي انك تحس انك مش لوحدك في الدنيا و ان بتقابل ناس قلبهم عليك و مهتمين بيك و كانك عمدة القريه لكن تعالا بقى عالمدى البعيد نلاقي الشخص ده في مره مش فاضي او تعبان او زهق لما يقابلك عشان ما يتحرجش ممكن يعمل نفسه مش واخد باله و يحصل حاجه عجيبه جدا نادرة الحدوث لكن انا شفتها ان الشخص ده يقابلك و يساعدك لكن تحس انه متضرر و مخنوق و انت محرج تقوله انك مش محتاجه و هو محرج يسيبك و بكده تبقى اضريت بعلاقتك بيه بسبب مساعدته ليك في حاجه انتم كنتش محتاجها اصلا و يمكنك تطبق كلامي على مواقف كتير جدا بتحصل و مبناخدش بالنا منها و تطور لحاجه غير مفهومه.
ما عمركش ابدا مريت بموقف بتنتهي فيه صداقتك مع حد من غير ما تفهم السبب؟ هو اتغير معايه كده ليه؟ مع اني باعامله كويس و يمكن احسن من اصحاب كتير ليه.. ممكن تبقى انت الي بتقول الكلام د هاو بيتقال عليك. انا رايي الشخصي ان الصداقات الي بتختفي في صمت من غير سبب معين بيبقى سببها مشكله في التواصل و مواقف بتتفهم غلط....كلام كان المفروض يتقال ماتقالش بسبب عدم درايه الاطراف بسبب البعد .
. على اي حال انا اقصد هنا قضيه محدده الا و هي رغبه الاعتماد على الذات و تاثيرها على علاقتك مع البشر الي حواليك و يهمك تحافظ على علاقتك بيهم ,و هاحاول في النقاط الي جايه افسر علاقه لاتين ببعض و تاثيرهم بقضيه حريه اتخاذ القرار الي اتكلمنا عليها في مقال قبل كده.

ما تكسلش
عندما تكون في صحبه اصدقاء و تحتاج فعل شيء تستطيع عمله ماتكسلش و تلاقيها فرصه انك ترتاح و لو مؤقتا مهما كان درجه الصداقه بينكم ... ليه بقى من جانبك لا بد ان تعلم ان كل مره تكسل وتتقاعس فيها عن عمل بالتدريج هاتفقد القدره عليه يعني مثلا لو انت بتعرف تطلع السلم لكن بتتعب جدا و في مره لقيت اصحابك معاك سيبتهم يطلعوك عشان مش عايزينك تتعب نفسك بالتدريج هتلاقي نفسك ما بتنزلش ولا تطلع لا لما تلاقي حد يجي معاك و هوب تعدي السنين و تلاقي نفسك مضطر تستنى حد يطلعك و بكده راحت منك حريه اتخاذ القرار لانك مش بتطلع و تنزل وقت منتا عايز و كمان هتلاقي حد يقولك بحسن نيه ليه تطلع دلوقت متخليك قاعد معايه شويه و انت عارف الباقي .. قصه حقيقيه حدثت لمعظم مستخدمي الكرسي المتحرك لكن كان سننا صغير جدا لفهم وتدارك حاجه زي دي.
من جانب اصدقائك هايساعدوك اكيد لكن كده تبقى ميلت ميزان التكافل الي كنا اتكلمنا عليه انه مبني عليه اي صداقه و ممكن تعوضه بحاجات تانيه مثلا خفه دم او او.... بكده يبتدي العلاقه بينك و بين اصدقائك تاخد منحنى غير طبيعي , و الحاجات الي ملهاش تفسير تظهر ممكن قوي اصحابك لما يروحوا مكان فيه سلالم مياخدوكش معاهم رغم انهم بيحبوك جدا و ممكن تبقى اقتراحاتك غير مسموعه لضعف موقفك و عشان هم اصحابك و بيحبوك محدش هايحسسك بكده و تبتدي علاقتك بيهم تتذبذب تذبذبات غير منطقيه لانها تراكم كلام ماتقالش و مساعدتهم ليك في حاجه انت مش محتاج مساعده فيها.
لا تحرج ابدا.
في كتير من المواقف الحاجات الي بتعرف تعملها نتاخد وقت اكتر من الناس التانيه ,نرجع تاني للمثال بتاع السلم, انت ممكن تكون بتاخد نص ساعه في طلوع السلم بدون مساعده في حين ان حد غيرك بيطلعه في 5 دقائق فا لما بيكون معاك اصحابك بتحرج تخليهم ينتظروك كنوع من الاحترام لهم او هدومك مثلا بتتبهدل فا بتحرج ترفض المساعده و يمر الموقف لكن بالتدريج لما تتكلم مثلا عن اعتمادك على نفسك ماحدش هياخد كلامك بجديه لانك ساعه الجد تراجعت و طلبت المساعده و كمان هل تعتقد ا ن بعد ما يطلعوك السلم مش هايبقوا عايزين يدخلوك البيت؟ و في ناس بحسن نيه بتعتقد انك عايز تقعد معاهم فبالمره يخشوا معاك البيت و ممكن قوي تكون انت مش عايز تقعد مع حد دلوقت في بيتك لكن هاتقعد معاهم بمزاجهم احراج مبني على احراج عشان ساعدوك في حاجه انت مش محتاج مساعده فيها.

يحدث عند التمادي
طبعا انت غير منزوع الاراده فعندما يتمادى احدهم معك و يتدخل في خصوصياتك بتتصرف معاه....لكن بطبيعه الحال في ناس امرهم يهمك وهم قريبين منك جدا كصديق مقرب جدا منك فا بيبقى التمادي ده مرحب بيه نوعا ما بما انك اصلا مش بتخبي عليه حاجه فاعادي..
بس تخيل ان صديقك ده معاك طول الوقت و بيساعدك في كل كبيره و صغيره و انت عادي ..هايجي عليك وقت تبقى عايز تعتمد على نفسك و ان يبقى ليك خصوصيه في حاجه معينه ... هايحصل انك تكسر الروتين الي هو تناغم العلاقه و طبعا بدون سبب واضح و انت مش هاتقول لصاحبك انك بتقلل من مساعدته ليك لانه مش هايفهمها صح و هايفسرها بعدم ثقه منك فيه فياخد موقف و يعمل هو كمان زيك و هنا يتغير الترابط الي بينكم و تصاب العلاقه بالفتور و تموت تدريجيا و يا خساره. و في بعض الاحيان مبيكونش السبب منك ممكن صديقك يكون من كتر ما بيساعدك يحس ان من واجبه يتصرف بدالك و ياخد لك قراراتك بل و يناقشك في قراراتك الشخصيه و اقسم بالله ساعات بتوصل لكده. دي طبيعه ربنا خلقها في البشر عندما يروا انسان مستضعف فوجب المساعده في كل شيء و في ناس بتنسى نفسها وتوصل لحد كده و بيبقى بدافع الحب فقط فاذا وجدت نفسك في موقف المستضعف ده فاديك عرفت سببه ولا تلومن لا نفسك و كل ده عشان قبلت مساعده و انت مش محتاجها.
على فكره الامثله الي ذكرتها فقط للتوضيح لكن تطبق على اي موقف تطلب فيه مساعده و انت تقدر تعملها لسبب او اخر و عايز اقولك انك مش ناقص تحمل نفسك جمايل زياده و انت في ايدك تتلافاها بتصرف بسيط قبل ما تستفحل و الناس في امثلتي بيبقوا ناس بيحبوك و مش عايزين منك اي حاجه فما بالك لو تعرفت على شخص يريد استغلالك او عالاقل لا يراعي خصوصياتك او حرماتك بالتدريج طبعا انت في غنى عن ذلك او فقدان صديق عزيز بدون داعي. و صدقني الصديق الحقيقي سيكون متفهما عندما ترفض المساعده التي لا تحتاجها و سينتظرك بل و يحترمك لمثابرتك و تصبح انت الاعظم في نظره و بعيد كل البعد عن ان تكون مستضعفا و تذكر المثل الشهير "ما حك ظهرك مثل ظفرك".
و الي اللقاء في حلقات اخرى ان شاء الله.
محمد شاهين
اذا كان عندك اي استفسار او تود ان اطرح قضيه معينه تهمك اترك تعليق في مدونتي
او يسعدني ان تراسلني على ايميلي الخاص:

ليست هناك تعليقات: